الحقيقة

غابت شمسُ آخر النهار
وأشرقت شمس الحقيقة
وآلمتنا كالأم المسيح من المسمار
وتمنينا لو أن عمراً آخر يعار
أو تختفي أكاذيب النجوم وتبقى الأقمار
لتبني ما جلبتهُ الشياطين من دمار
فحين يموت الحب وتجف الأنهار
لاتسقيها الأمطار... لا تراها الأنظار
لأن الذئاب نثرت في عيوننا الغبار
وجعلتنا أشجاراً لا تعرفها الأطيار
وبحار تجري نحو بحار
تسخر منا كسخرية الأقدار
فتجعل ليلنا من أسرار
لاتعرف إلا الأكدار
فلا تريح هذا الجسد المنهار
من رحلة عمر نقضيها في الأسفار
نقتل من دون قصد الخير ونحيي الأشرار
ليكونوا لنا الضعف والإنكسار
جميعنا كلمات في سطر الحياة
في كتاب الآخرة ما لنا قرار
كلمات تقتل كلمات
وحروف تحيي حروف
وحروف إلى الإنتحار
فتختفي معاني ... وتلمع معاني
والأيام تمضي .....
والدقائق تسبقها الثواني
فالصبر سلاح ... والليل مهما طال
الموت للجاني